مهارة الكتابة فى طريقة التعليم اللغة العربية

,

تعليم الكتابة
أهمية الكتابة
تعبير الكتابة مهارة مهمة من مهارات اللغة . كما القدرة على الكتابة هدفاً أساسيا من أهداف تعليم اللغة الأجنبية. والكتابة كفن لغوى لا تقل أهمية عن الحديث أو القراءة , فإذا كان الحديث وسيلة من وسائل اتصال الإنسان بغيره من أبناء الأمم الأخرى , به ينقل انفعالاته و مشاعره و أفكاره و يقضى حاجاته و غاياته , و إذا كانت القراءة أذاة الإنسان فى الترحال عبر المسافات البعيدة و الأزمنة العابرة و الثقافات المختلفة , فإن الكتابة تعتبر من مفاخر العقل الإنسانى و دليل على عظمته حيث ذكر علماء الأنثر بولوجى أن الإنسان حين اخترع الكتابة بدأ تاريخه الحقيقى. فبالكتابة سجل تاريخه و حافظ على بقائه , و بدونه لا يستطيع الجماعات أن تبقى فى بقاء ثقافاتها و تراثها, و لا أن يستفيد و تفيد من نتاج العقل الإنسانى الذى لا بديل عن الكلمة المكتوبة أداةً لحفظه و نقله و تطويره.

و إذا كان اللغة فى حياة الإنسان و ظيفتان أساسيتان هما الاتصال و تسهيل عملية التفكير و التعبير عن النفس , فإن الكتابة قادرة على أداء هاتين الواظيفتين, فنحن يمكننا بأن التعبير الكتابى وسيلة من وسائل الإتصال كما أنه ترجمة للفكر و تعبير عن النفس فى ذاة الوقت , و لكونه كذلك أصبح ذا أهمية كبيرة فى حياة الفرد والجماعات[1].
و الكتابة و إن كانت مهمة كوسيلة من الوسائل الإتصال والتعبير عن النفس و الفكر, فإنها مهمة أيضاً فى حجرة الدراسة حيث يتطلع الدراس للغه العرابية إلى القدرة على أن يكتب بها كما يتحدث و يقرء. إن الكتابة أيضاً وسيلة من وسائل تعليم اللغة. فهى تساعد الدراس على التقاط المفردات و تعرف التراكيب و استخدامها , كما أنها تسهم كثيراً فى تعميق و تجويد مهارات اللغة الأخرى كالحديث و القراءة و الاستماع أيضاً باعتبار كتابة الإملاء نوعا من أنواع التدرب على الاستماع كما سنذكر فى مكان آخر. ولقد ذكر كثير من علماء تدريس اللغات أن الطلاب الذين يقضون وقتا ً كافياً فى تعليم القراءة و الكتابة باللغة الأجنبية تكون لديهم معلومات وافية عن اللغة ويتمكنون من توظيف هذه المعلومات مما يسهل عليهم استخداماً صحيحاً. كما أن خبراء القراءة ينظرون إلى الكتابة كنشاط مرغوب فيه من وجهة نظرهم . فبتركيز الانتباه على شكل الكلمات و العبارات تساعد الكتابة الدراس على التمييز, و بناء القدرة على تذكر الأشكال الكتابية و علاقاتها مما يسهل عملية القدرة.
و قد تزداد أهمية الكتابة فى المستويات المتقدمة من تعليم اللغة حيث يحتاجها الدراس ليعبريها عن مستواه فى دراسة اللغة, وقد يحتاجها ليسجل بها معلوماته عن اللغة , كما قد يحتاجها للتعبير عن نفسه كتابة فيما يتصل دراسة اللغة و ثقافاتها و أدابها. و إذا كانت الكتابة ويسلة من وسائل دراسة اللغة و ترقية المهارات اللغوية الأخرى , فإنها – فى ذات الوقت – تعتمد على هذه المهارات و يستفيد منها , فعن طريق الاستمتاع و القراءة يكتسب الدارس قدرة على الاستخدام المناسب للغة و تراكيبها هذه القدرة التى لا غنى عنها للكتابة الصحيحة المفهومة, فالشيئ الذى لا يستطيع الفرد أن يقوله لنفسه , لا يستطيع أن يكتب بسهولة و وضوح, ومن هنا نستطيع القول بأن ممارسة الكتابة بشكل فعال و الاستفادة منها كمهارة لغوية أمر مرهون بممارسة المهارات الأخرى والسيطرة عليها.
ومع أهمية الكتابة كمهارة لغوية و كوسيلة من وسائل التعلم و أداة من أذوات الإنسان فى الاتصال و التعبير عن النفس و حفظ التراث إلا أنها لا تلقى فى تعليم اللغات الاجنبية الإهتمام المناسب خاصة مع ظهور الاتجاهات الحديثة فى تعليم هذه اللغات و التى تركز على الجانب الشفوى منها أكثر من الجوانب الأخري مثل المدخل السمعي الشفوى الذي سبق الحديث عنه. كما أن الشكوى عادة ما ترتفع من الضعف في كتابة اللغة الأجنبية وتقدم الدارسين البطئ فيها. ولعل هذا الضعف لا يرجع إلي صعوبة الكتابة باللغة الأجنبية بقدر ما يرجع إلي قصور في طرق التدريس وفي البرامج المعدة لتعليم الكتابة وعدم الإعداد الكافي لتعليم الكتابة, وقلة المساعدات المقدمة للداسين التي توجههم نحو كيفية تطوير كتابتهم, والنقص في التدريب المنظم في المراحل الأولى من دراسة اللغة, وانخراط الدارسين في الكتابة دون غرض أو هدف أو دوافع, وتقديم موضوعات غير مناسبة للكتابة, أو إجبار الدارسين علي الكتابة الحرة قبل أن يصلوا إلى درجة كافية من السيطرة على اللغة. لكل هذا وجب الالتقات ألى الكتابة مفهوما وهدفا وطريقة[2].
ما الكتابة ؟
قد يتصور البغض خطأ أن الكتابة مهارة بسيطة تتركز فى القدرة على رسم الحروف والكلمات رسماً صحيحاً طبقاً لما اتفق عليه أصحابها من أشكال لهذه الحروف  و الكلمات , و مع أن هذا يكون حزءاً مهماً من مفهوم الكتابة إلا أن مفهوم الكتابة أوسع من هذا و أشمل. فالكتابة تشير إلى مجموعة من الأنشطة و المهارات التى تتميز كلّ منها بمطالب معينة تفريضها على الكاتب. هذه الأنشطة تبدأ بتحويل الصوت المسموع فى اللغة إلى شكل مرئي متفق عليه, وهذه العلمية لا تتضمن أكثر من الربط الرموز الصوتية  بالرموز المرئية أى كتابة الأصوات بالحروف الدالة عليها . يتلو ذالك كتابة وحدات لها كالكلمة و الجملة , و كلتا العمليتين كتابة الحروف ثمّ كتابة الكلمات ( الحروف مكونة كلمة صحيحة ) و كتابة الجمل يتم التركيز فيها على الرسم الكتابى لرموز اللغة و ترتيب هذه الرموز فى تتابع كتابى كتتابعها الصوتى , و هذه العملية كلّها تسمى الهجاء و الخطاء و نستطيع أن نطلق على هذا الجانب من النشاط فى الكتابة الجانب الحركى أو المهارة الحركية فى الكتابة.
الحلقة الثانية من النشاط تأتى عندما تصبح الكتابة اكثر تعقيداً تتضمن وضع الرموز المرئية طبقاً للنظام المتفق عليه بين أصحاب اللغة أى استخدام نظام  تركيب الجمل فى صياغة الجمل و كتابتها, و هذا النوع من الكتابة هو الذى يستخدم فى التدريب على مجالات اللغة الأخرى كحل تمرينات القواعد , و ترجمة سطور بوسيطة, أو كتابة حوار قصير. وهذا الجانب أو النشاط من الكتابة تسميه النشاط الكتابى العلمى البسيط أو التعبير وهو الجانب الأول من مهارة الاستقلال فى الكتابة.
تأثير بعد ذلك مرحلة النشاط الكتابى المتطور, و هى المرحلة التى ينظر فيها للكتابة كويسلة للتعيبر عن الأفكار فى شكل مسلسل طبقا لنظام تركيب اللغة , و الهدف النهائي من هذا النشاط بالنسبة للكتاب هو القدرة على التعبير عن نفسه فى صيغة مهذبة راقية تتطلب الاستخدام الفعال الثروة اللفظية وسائر تراكب اللغة, و هذا النشاط نسميه الإنشاء ( composition) و من التعبير و الإنشاء تتكون المهارة الثانية للكتابة وهى المهارة العقلية و الفكرية[3].
إذن فالكتابة نشاط حركى و نشاط فكرى و هما معاً يكونان المهارة الكلية للكتابة التى تنقسم بدورها إلى مهارتين : المهارة الحركية ثم المهارة الفكرية. و هنا يجدر بنا الإرشارة إلى أمرمهم تفرق به بين مفهوم المهارة الفكرية فى كتابة اللغة الأم و المهارة الفكرية فى كتابة اللغة الأجنبية و مدلول هذه المهارة و المستوى الذى يمكن الوصول إليه فى اللغة الثانية. و لعل هذا الأمر يتطلب منا أن نعود إلى ما سبق أن قررناه من أن الكتابة وسيلة للاتصال و للتعبير عن النفكير. فمن خلال الكتابة يستطيع الفرد أن يصل إلى التمييز بين التفكير الغامص و التفكير الناضج. فالكتابة يسجل فكره و يجتهد ليعبر عن مختلف المشاعر والمفاهيم والصور التى تريد أن تخرج من عقله مستخدمًا فى ذلك الكلمات مسطرة على الورق, ومسيطراً  على تسلسل أفكاره , بهدف تحقيق عملية اتصل, بواسطتها يمكن جعل الفكرة الواحدة ملكاً لشخصين أو أكثر, و يعنى هذا أن التعبير  الكتابى ( التعبير و الإنشاء ) يحقق وظيفتين من وظائف اللغة الأولى هى الاتصال,و الثانية هى التفكير, ومن هنا وجب أن يتجه تعليم التعبير الكتابى فى اللغة الأم اتجاهين هما:
1.   اتجاه الاتصال وهو ما نطلق عليه الآن الاتجاه الوظيفى فى الكتابة.
2.   اتجاه تفكير و يطلق عليه الآن الاتجاه الأدبى و الابداعى فى الكتابة.
أما تعليم الكتابة فى اللغة الأجنبية- وهى هنا اللغة العربية- فيما يتصل بالجانب الفكرى من الكتابة فنعتقد فى ضرورة الاكتفاء فيه بالاتجاه الأول و يصبح مستوى المهارة الفكرية فى الكتابة باللغة العربية محدوداً بالجانب الوظيفى من الكتابة فقط, اللهم إلافى تللك الحالات النادرة جداً و التى يهدف فيها الدارس الأجنبي من تعلمه الكتابة باللغة العربية أن يكتب أدباً عربياً[4].
الكتابة التى سنعملها:
فى ضوء العرض السابق يمكننا أن نميز بين أنشطة الكتابة التى سنعملها, و أن نحدد أربعة مجالات رئيسية فى تعلم الكتابة باللغة العربية و هى:
1.   كتالة الحروف العربية.
2.   كتابة الكلمات بهجاء سليم.
3.   تكوين تراكيب و جمل عربية يفهمها القارئ.
4.   استخدام التراكيب والجمل العربية فى فقرات تعبير عن أفكار الكاتب بوضوح. معنى هذا أننا سنعلم الكتابة فى اللغة العربية من خلال المجالات التالية:
·       الإملاء ( الهجاء ) و ينقسم إلى:
1.   إملاء منقول.
2.   إملاء منظور.
3.   إملاء اختبارى.
·       الخط
·       التعبير و الإنشاء و ينقسم إلى :
1.   التعبير البسيط.
2.   التعبير الموجه.
3.   التعبير الحر.
كما أننا فى ضوء تحديد مفهوم الكتابة و مجالاتها يمكننا تحديد أهداف تعلم الكتابة فى اللغة العربية[5]. 
أهداف تعليم الكتابة:
يمكن تلخيص أهداف تعليم الكتابة فى هدف رئيسى واحد ( السيطرة على استخدام نظام بناء الجملة العربية فى كتابة رسالة أو موضوع يستطيع العربى أن يفهمه ). كما يمكننا من أجل توضيح أكثر نفصيل هذا الهدف فى مجموعة من الأهداف توجهنا فى أثناء عملية تعليم الكتابة من حيث الطريقة و الأسلوب. ويمكن صياغة هذه الأهداف بالشكل الآتى:
المراجع
1.   الناقه, محمود الكامل.د, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى, مكة المكرمة, 1985م.
2.   إبراهيم, زكريا. الدكتور, طرق تدريس اللغة العربية, دار المعرفة الجامعية.


. الناقه, محمود الكامل.د, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى, مكة المكرمة, 1985م, ص 232.[1]
. الناقه, محمود الكامل.د, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى, مكة المكرمة, 1985م, ص 231[2]
. الناقه, محمود الكامل.د, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى, مكة المكرمة, 1985م,ص 230 [3]
. إبراهيم, زكريا. الدكتور, طرق تدريس اللغة العربية, دار المعرفة الجامعية , ص 157. [4]
. الناقه, محمود الكامل.د, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى, مكة المكرمة, 1985م, ص 235. [5]

0 komentar:

Posting Komentar