إن الفلسفة تكون من أهم تطورات فى تاريخ التفكير البشرى و أن وصفها هى دراسة عن المسائل الكبرى فى الوجود متعمداً على العقل والفكير و على نضج العقل الإنسانى فى القدرة على القيادة فى الحياة. وبهذا العلم قدر الإنسان على حلّ ما حدث إليه من المشكلات.
والفلسفة التى ظهرت تحت ظلال شعائرالإسلام نعرفها بالفلسفة الإسلامية, وهى حصيلة من عملية الفكرى اشتراك فيه السريان والأترا والبربر ,[1] إن الفلسفة الإسلامية لا يمكن إنشاءها و تطويرها منفصلاً من الدعوة الإسلامية, و من الحسم كانت اهم قضاياها هى القضايا الإسلامية و نسبة الإسلام فيها تعنى لأن هذه الفلسفة موفقة بالمبادئ الإسلامية.[2]
نشأة الفلسفة الإسلامية بدأت بظهورالفلاسفة المسلمين فى الشرق والغرب و أن تطورهم فى هذاالمجال بلغت فى القرن الرابع من الهجرة إلى اليوم, إن الفلاسفة المسلمين الذين لهم سهم كبير فى تطوير هذاالعلم هم أنفسهم يسمونها بالفلسفة الإسلامية, منهم الفارابى وابن سينا وابن رشد و الغزالى وغيرهم من الفلاسفة المسلمين.[3] و يتولد من الفلاسفة الإسلامية مباحث ومذاهب كثيرة منها البحث عن الألوهية والإنسان و الطبيعية والأخلاق.
الأخلاق مهمة فى الحياة الفرد والدولة و إنها أساس لابد فى نظام الحكم والحياة, و ذهاب القم متوقف على ذهاب أخلاقهم. وللأخلاق محيار من صفات الإنسانخيرا كانت أم شرا, والأخلاق وسيلة لبيان المعنى الحق من الباطل وما لابد منه أن يعمله الإنسان فى تقرير قصد العمل حتى يهديه إلى طريق الصواب مما وجب أن يعمله.
وكان ابن مسكويه منهج ومذهب فى الأخلاق والفلسفة مهمى أراؤه قد تأثر بأرسطو من الفلاسفة اليونان. ولذالك كان حركاته الفلسفية فى الأخلاق بصبغة العلم و الفلسفة, و أظهروا طريقة التوفيق بين الدين و الفلسفة.
البحث
ابن مسكويه
اسمه أحمد بن محمد بن يعقوب و أنه يكنى بأبى على[4]الملقب مسكويه, ولد فى مدينة "راى" إيران سنة 320هجرية و توفى صفرسنة 421هجرية. وهو من الشيعة لأنه طال عمره قام بخدمة دولة بويهى(الشيعة)[5], هو من أبناء الفرس الناشئة بين أحياء العرب الذين كانوا يتولون الوظائف والمناصب فى صدر الإسلام. له مؤلفات كثيرة فى العلوم المختلفة و فروع الفلسفة, و كان أكثر مؤلفاته على الأخلاق بخلاف من الفلاسفة المسلمين كالفارابى وابن سينا.[6]على رغم من أنه تتثقف بثقافة الطب و اللغة والتاريخ والفلسفة. ولكنه اشتهر بفيلسف الأخلاق, بكتابه "تهذيب الأخلاق" و كتاب " الفوزالأصغروالفوزالأكبر".
آراؤه فى فلسفة الأخلاق
1. رأيه فى الفضيلة
يقدم ابن مسكويه لمذهبه لبيان النفس وقواها, كان رأيه كرأى أفلاطون, أن للإنسان ثلاث قوى:
1. القوة الناطقة التى وظيفتها الفكر والتمييز والنظر فى حقائق الأمور. وأما مرتبتها فهى أشرف الثلاثة اذ بها تتحق انسانية الانسان وبها يماثل الملك ويباين الحيوان. وكلما قويت تلك القوة فى الإنسان كان نصيبه من الشرف أوفر ومن السعادة أتم. وأما ينشأ عنها من الفضائل فهى الحكمة.[7]
2. القوة الغضبية التى وظيفتها الغضب و النجدة و الاقدام والشوق إلى التسلّط والترفع وضروب الكرامات. وأما الفضيلة التى تنشأ عنها فهى الشجاعة.
3. القوة البهيمة النى وظيفتها طلب الغداء و الشوق إلى الضروب اللذات الحسية التى تكون فى الطعام و الشراب.[8] وعن اعتدال هذه القوة تنشأ فضيلة العفة.
تصدر عنها متى كانت معتدلة ثلاث فضائل, ثم يحدث عن هذه الفضائل الثلاث باعتدالها ونسبة بعضها إلى بعض فضيلة هى كمالها و تمامها وهى فضيلة العدالة, فلذالك أجمع الحكماء على أن أجناس الفضائل أربع, هى الحكمة والعفة والشجاعة و العدالة, والمراد بالحكمة هى فضيلة القوى المفكرة, استعمال هذه القوة فيما ينبغى كما ينبغى, وبذالك تكون وسطا بين السفة والبله الذى هو تعطيل هذه القوة وأطراحها. وهذه الفضائل من الممكن أن نلقيها بالفضائل العادية المعملية, وأما فضائل النفس الخاصة فهى شوقها إلى الأفعال التى تناسبها وهى المعارف والعلوم.[9]
2. رأيه فى السعادة
السعادة عنده ليس من الفضائل, بل السعادة على الاطلاق تكون بالجمع بين جزئى الحكمة النظرى والعلمى بالفلسفة النظرية يمكن تحصيل الآراء الصحيحة والعلوم التى تنتهى بالعلم الإلهى.
والسعادة عنده نوعين :
1. السعادة الدنيا : تتحقق بالكمال الإنسانى القريب. يقسم مسكويه هذه السعادة الدنيا إلى السعادة العامة والسعادة الخاصة. السعادة العامة فهى التى تتحقق بصدورالأفعال الإنسان بحسب الروية والتمييز و على ما يقضيه العقل. وأما السعادة الخاصة هى التى يختص بها صاحب العلم أو صناعة فاضلة, وتستطيع أن نسميها بالسعادة الفانية.
2. السعادة القصوى : هى حالة من السمو الذاتى والراقى الروحى ترتفع ذوقى مستوى التعبير اللفظى, وإنما تتحقق بأداء الإنسان لوظيفته التى وجد لها على أحسن وجهة, هذه الوظيفة هى إيجادة التفكير الذى يميزه عن غيره, وهى الغاية التى لاغاية بعدها أنها اذن الغاية النهائية, وهى بهذا المعنى تساوى الخير المطلق.[10]
و مفهوم السعادة القصوى أنّ السعيد التام هو الإنسان الذى يبلغ من العلم والفلسفة والتأمل الروحى درجة يصير فيها صورة صادقة لحقائق الموجودات. ويكون المجتمع الذى يتكون من مثل هذا الإنسان فى اكمل صوره وعلى اتم نطام, ويكون المجتمع الفلاسفة هو المثال الكمال والفضيلة النفسية الحقة فى تكامل الشخصية الإنسانية.[11]
الاحتتام
أن نتيجة فلسفة الأخلاق عند ابن مسكويه هى الفضيلة والسعادة القصوى وخير الحياة فى الدنيا والآخرة, وهى عبارة عن آراء التى تأثرت بأراء أفلاطون وفلاسفة اليونان خصوصا فى الفضيلة. و أظهر طريقة التوفيق بين الدين و الفلسفة.
المرجع
زركثى, د. أمل فتح الله, المدخل إلى الفلسفة الإسلامية, جامعة دارالسلام الإسلامية
خضير, د. طه عبد السلام, السعادة القصوى فى فلسفة ابن مسكويه و طريق تحصيلها, جامعة الأزهر, 1991م
عبد الكريم, عبد المجيب, مدخل إلى الفلسفة بنظر الإجتماعية, مكتبة الهضة المصرية, القاهرة
لطفى جمعة, محمد, تاريخ فلاسفة الإسلام فى المشرق والمغرب, مدينة مصر, 1345
مسكويه, إبن, تهذيب الأخلاق و تطهيرالأغراق, دار المكتبة الحياة, بيروت, 1398ه
موسى, محمد يوسف, تاريخ الأخلاق, دار الكتب العربى, مصر, 1953م
1412م, ص. 12
0 komentar:
Posting Komentar