تاريخ مألف المنجد

,


المُنْجِد قاموس يدعو للتنصير ، وضعه راهب نصراني وهو الأب لويس معلوف اليسوعي عام 1326 هـ (1908م) ، وكان يقتصر في ذلك الوقت على اللغة ، ثم أضيف إليه قسم الأعلام اعتبارا من عام 1376 هـ (1956م ).وقام بوضعه راهب نصراني آخر هو الأب فرنارد توتل اليسوعي انظر مادة (المنجد) في قسم الأعلام،وتقوم على طبع هذا القاموس وإخراجه المطبعة الكاثوليكية،وما زال القائمون على تحريره من النصارى  وفي مقدمتهم فيما يخص قسم اللغة : كرم البستاني ، والأب اليسوعي بولس موترد ، وعادل أنبوبا  وأنطوان نعمة  ،وفيما يخص قسم الأعلام : بولس براورز ، وسليم ركاش ، ولويس عجيل ، وميشال مراد

وقد انتشر هذا المعجم وتجاوزت طبعاته الثلاثين طبعة ، واختصر منه مجموعة من المعاجم هي :

1 -
المنجد الأبجدي عام 1388 هـ (1968م)

2 -
منجد الطلاب عام 1388 هـ (1968م)

3 - المنجد الإعدادي عام 1389 هـ (1969م)

4 -
المنجد المصور للأطفال .

وقد كان لهذا المعجم تأثير كبير ، حيث انتشر في المكتبات العامة والجامعية والمدرسية ، وأصبح متداولا بين الناس لرخص ثمنه ، وجودة طباعته ، وما حلي به من صور ورسوم وبيانات ، ولسهولة الوصول إلى المعلومة فيه .

لكن هذه الميزات أخفت عيوبا كبيرة وخطيرة تتمثل فيما يضمه من أخطاء وأغاليط وتشويه وتزوير،وقد تنبه المخلصون للغة القرآن والثقافة الإسلامية الأصيلة إلى خطورة هـذا القاموس وكثرة أخطائه وما فيه من دس وتحـريـف ، فـألفوا فـي الرد عليـه الكتـب ، وكتبوا البحوث والمقالات ، ومن ذلك :

1 -
كتاب عثرات المنجد في الأدب والعلوم والأعلام- للأستاذ إبراهيم القطان ، وهو أهم الكتب التي صدرت في نقد المنجد ، ويقع ، ويشتمل على  مأخذا- وصدرت طبعته الأولى عام 1392 هـ .

2 -
كتاب النزعة النصرانية في قاموس المنجد- للدكتور  إبراهيم عوض ، ويقع في 50 صفحة ، وطبع في الطائف عام 1411هـ ، وركز فيه المؤلف على إبراز النزعة النصرانية في هذا القاموس ، وملأ صفحاته الخمسين بأمثلة عديدة وردت في المنجد تؤكد هذه النزعة . سلسلة مقالات للأستاذ  منير العمادي ، نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق .

4 -
مجموعة مقالات لعلامة المغرب الشيخ  عبد الله كنون ، منشورة في مجلة دعوة الحق .

من أخطر مساوئ المنجد:

نذكر فيما يلي أسوأ ما في هذا القاموس بصفة عامة ، ثم نورد بعد ذلك أمثلة لما اشتمل عليه من أخطاء وتحريف وتزوير ، وأهم هذه المساوئ ما يلي :

أولا : الحرص على إبراز الديانة النصرانية في كل موضع ، وبمناسبة وبغير مناسبة ، وتقديم المعلومات المفصلة عنها وعن طقوسها وأعيادها وكنائسها .

وأول شيء يعكس الروح النصرانية في هذا القاموس عدم وجود البسملة في أوله وحين نصل إلى مادة بسمل نجد صيغة البسملة عندهم وهي (بسم الأب والابن وروح القدس) تسبق صيغة البسملة في الشريعة الإسلامية (بسم الله الرحمن الرحيم)

ثانيا : إهمال الحديث عن العقيدة الإسلامية أو إيراد معلومات محرفة أو مشوهة عنها .

ثالثا : تجاهل الحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية العطرة ، فلم يشر إليها ولا إلي كتبها ، ولم يخصص لها أي مادة .

رابعا : إهمال الكثير من الشخصيات الإسلامية المهمة ، والتركيز على الشخصيات النصرانية والأوربية .

خامسا : لم يحدث أن شفع اسم النبي بالصلاة عليه ، وكذلك عدم الترضي على الصحابة عند ذكر اسم واحد منهم .

سادسا : القرآن لم يوصف قط في هذا القاموس بـ " الكريم " أو " المجيد " في حين أن كتاب اليهود والنصارى يطلق عليه دائما الكتاب المقدس أو الأسفار المقدسة .

سابعا : عدم الرجوع إلـى المصـادر الإسلامية الأصيلة والاعتماد على المصادر النصرانية ، ويظهر ذلك جليا في تعريفه للعبادات ، وأسماء الأنبياء والرسل وغير ذلك .

ثامنا : التحريف في بعض الأسماء ، والخطأ في التواريخ ، وتشويه الحقائق بما يخدم العقيدة النصرانية .

تاسعا : تم وضع صور عديدة في القاموس ، منها ما ذكر أنها للمسيح - عليه السلام - وأمه مريم ، كما وضعت صورة لرجل وامرأة عاريان ويبكيان ، زعم أنها لآدم وحواء وهما مطرودان من الفردوس .


أمثلة مما جاء في المنجد:

 -
في مادة " قرأ" في القسم اللغوي نجد كلمة "القرآن " تذكر فقط على أنها مصدر ، ولا يشار إلى القرآن الكريم من قريب ولا من بعيد .

 -
وكذلك في مادة "ذكر" إذ أورد كلمة "الذكر" على أنها مصدر ، دون الإشارة إلى أنها أيضا علم على القرآن الكريم الذكر الحكيم.

 -
في مادة " كتب "  لم يشر فيها إلى أن "الكتاب " هو أحد الأسماء التي تطلق على القرآن الكريم .

 -
في مادة "صحف " حين وصل إلى كلمة "مصحف "  اكتفى بذكر معناها العام ، ولم يوضح أنها أصبحت علما على الصحف المجموع فيها القرآن الكريم والتي يعبر عنها بالمصحف .

 -
اعتمد القاموس على الإنجيل الذي يصفونه بالكتاب المقدس مرجعا في كل ما ورد ذكره فيه - مع التزيد والتنقص حسب هوى المحرر- وإن كان يموه أحيانا بأن هذا الشخص أو ذاك قد ذكره القرآن ، مما يوهم القارئ بأن وجهة النظر التي ساقها مرجعها القرآن .

ومن ذلك اتهامه حواء ، بأنها هي التي أغوت آدم ، كما ذكر أن آدم وحواء بعد أن طردا من جنة الفردوس وعدا بمخلص في التوراة وهو المسيح .

 -
لم يذكر القاموس "نوحا" - عليه السلام - باعتباره أول الرسل ، حيث ذكر أنه من أقدم رجال التوراة ، كما لم يذكر لوطا - عليه السلام - على أنه رسول ، وإنما بصفته ابنا لأخي إبراهيم الخليل - عليهما السلام -  ، وكذلك سليمان - عليه السلام - لم يوصف بالنبوة وإنما وصفه بالحكيم ،أما " لقمان " فالأمر معه على العكس ؛ إذ يذكر أنه " نبي " ويعقب بأن القرآن قد خصه بسورة.

 -
يتهم القاموس "داود" - عليه السلام - انسياقا مع ما جاء في العهد القديم عنه- بأنه قتل قائده أوريا ليتزوج من امرأته وهي فرية أثيمة كافرة .

 -
في مادة " هاروت وماروت" ذكر أنهما ساحران فتنا الناس فـأخـذهمـا الله بـالنكـال  مضيفـا أنهمـا ذكـرا فـي القرآن  وهذا فيه ما فيه من التضليل والتزوير والكذب والافتراء ومخالفة ما ورد في القرآن الكريم .

 -
عند الكلام عن " أصحاب الكهف " قال : أنهم ناموا نوما عميقا لم يستفيقوا منه إلا بعد مائتي سنة مضيفا أنهم ذكروا في القرآن مما يوهم القارئ بأن هذا الكلام عن أهل الكهف قد ورد في القرآن ، والذي ورد في القرآن مخالف لذلك تماما .

 -
في مادة "شهد" أورد عدة معاني للشهادة ، ولم يذكر الشهادتين وهما الركن الأول في الإسلام ، وفي الوقت نفسه كـان حريصا على ذكر "قبة الشهادة" عند اليهود
 -
عند تعريفه لعدة المرأة في  ذكر أنها "أيام حزنها على الزوج " وهذه العبارة لا تؤدي إلى المعنى الفقهي السليم للعدة .

 -
في الوقت الذي اهتم فيه بذكر الأعياد النصرانية واليهودية ، وتحديد مواعيدها ومظاهر الاحتفال بها  فإنه بالنسبة للعيدين الإسلاميين قال عن عيد الفطر  إنه "عيد المسلمين" بعد رمضان ، أما عيد الأضحى فقد اكتفى بالقول عنه في  إنه : يوم النحر .

 -
حرص محررو القاموس على فرض الذوق النصراني على القارئ ، هذا الذوق الذي اشتركت في تشكيله عوامل شتى على رأسها شريعتهم المنسوخة . ومثال ذلك ما جاء عند الكلام عن " خنزير البر" حيث قال : " إنه حيوان شبيه بالخنزير ، لكنه يتميز عنه على الأخص بعدد أنيابه وشكلها ، ولحمه لذيذ الطعم " .

 -
ومثال ذلك أيضا ما جاء  في شرح كلمة "الناطل " حيث قال : " إنه كوز يكال به الخمر واللبن ونحوهما" . كما يقول في ص 61 في شرح معنى "الترياقة" إنها " الخمر سميت كذلك ؛ لأنها تدفع الهموم .

 -
وجريا على هذا النهج نراه لا يجد مثالا يشرح به معنى " الصرر" في  إلا قوله " سقاه خمرا صررا" أي : صرفا ، كما لم يجد ما يمثل به للفعل "اتحد" في  إلا قوله " اتحد الماء بالخمر " . وهكذا .

 -
عند ذكر " خيبر " يقول : " غزاها النبي ، وضرب الأتاوة على سكانها اليهود " وبهذا البيان تحريف وتشويه للحقائق التاريخية الثابتة .

ونكتفي بهذا القدر من الأمثلة ، ونحذر من أخطاء هذا القاموس وأخطاره ، ونرجو عدم تزويد المكتبات العامة والمدرسية والجامعية ومكتبات المساجد به ، بل يتعين منع تداوله في الأسواق لما فيه من دس وتشويه وتعمد للخطأ ونشر للنصرانية .

المراجع
قرير عن المنجد في اللغة والأعلا، مجلة البحوث الإسلامية / ج 46 ، الصفحة : 243 -250


0 komentar:

Posting Komentar