علم اللغة الاجتماعى

,


لاشك فى أنّ العلاقات بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية, وتأثر اللغة بالعادات والتقاليد والنظام الاجتماعى فى زمان ومكان معينين قائمةٌ منذ أن وُجدت اللغة ووجدت الحياة الاجتماعية, فجوهر الإنسان انما يمكن فى لغته وحساسيته وحياته الاجتماعية.
والنظر فى هذه العلاقات قديمٌ لاريب, غير أنه لم يستوى كمّاً وتوعاً وتنظيراً ومنهجاً ورواداً إلا فى عصرناالحاضر فى ظل علم جديد من علوم اللغة أطلق عليه       ( علم اللغة الاجتماعى )Sociological Linguistic  أو  .Sociolinguistic
[1]

تعريف علم اللغة الاجتماعى
·   العلم الذى يدرس اللغة من حيث علاقتها بالمجتمع, أو العلم الذى يحاول الكشف عن القوانين والمعايير الاجتماعية التى توضح و تنظم سلوك اللغة وسلوك الأفراد نحو اللغة فى المجتمع.[2]
·   العلم الذى يدرس اللهجات الاجتماعية أو الطبقية فى كل مجتمع لغوى من حيث خصائصها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية وتوزيعها داخل هذا المجتمع و دلالتها على المستويات الاجتماعية المختلفة, اى يدرس اللغة على المستوى الرأس كما يدرس ايضا مشاكل الأزدواج اللغوى مثل"العامية والفصحى", وبصورة عامة يدرس التأثير المتبادل بين اللغة و الجتمع.[3]
·   علم اللغة الاجتماع يهتم بالخطوط العامة التى تميز المجموعات الاجتماعية من حيث أنها تختلف و تدخل فى تناقضات داخل مجموعة اللسانية العامة نفسها, والوقوف على القوانين التى تخضع لها الظاهرة اللغوية فى حياتها وتطورها وما يعتورها من شؤون الحياة , ومبلغ تأثرها بما عداها من الظواهر الاجتماعية التى لها تأثير على اختيار الناس اللغة, وما تحمله هذه اللغة من الطوابع الحياة التى المتكلمون, وطرائق الاستعمال اللغوى التى يكتسبها الإنسان من المجتمع.[4]
اللغة والمجتمع
إن أعظم اكتشاف الإنسان على مرّ العصور هو اللغة, فهى ابرز ما يميزه عن غيره من الحيوانات, ومن حسن الصنيع أن نعرّف الإنسان بأنه الحيوان القادر أو الخلق البشرى.
فاللغة وسيلة اجتماعية, وأداة للتفاهم بين الأفراد والجماعات, فهى صلة الفرد فى مواجهة كثير من المواقف الحيوية التى تتطلب الكلام أو الاستماع أو الكتابة أو القراءة, وهذه الفنون الأربعة أدوات هامة فى اتمام عملية التفاهم من جميع نواحيها, ولا شك أن هذه الوظيفة من أهم الوظائف الاجتماعية للغة.[5] 
والمجتمع حريص أشد الحرص على ان يجعل الفرد عضواً فيه وان يصبغ هذا الفرد فى فكره وفى سلوكه بصبغته. واللغة هى الأداة التى يستخدمها المجتمع لتحقيق هذاالهدف, ومن الواضح أن المجتمع بكل أشكاله يقوم بهذا الدور فالبيت والمدرسة والنادى.. ما هى إلا بيئات يتلقى فيها الفرد أنماط السلوك وقواعد اللغة. وبهذه الطريقة يكتسب الفرد شحصيته الاجتماعية فيكون عضواً فعالاً, كما يكتسب لغته فيتحدث بها وقفاً لعرف الجماعة التى ينتمى اليها.[6]
و قد نعرف أن العلاقة بين اللغة والمجتمع هى العلاقة العظيمة لأنهما يتأثر كثيرا بعضها ببعض.
وقد اجتهد علماء اللغة من امثال : سوسور وماييه وفندريس وفيرث وهاليدى و مالينوفسكى ويسبرسن وفلمور وفيربواس وهناريس وكاردنر وغيرهم على انشاء فرع جديد من فروع علم اللغة, اخذت اصوله تتضح وتستقر فى السنوات الاخيرة. وتسغل اذهان باحثين وتفهم تفكيرهم الدراسة والبحث, اطلق على هذا الفرع (علم اللغة الاجتماعى)  ,Sociolinguistic ويطمح اصحاب هذا العلم الى اكتشاف الاسس او المعايير الاجتماعية التى تحكم السلوك اللغوى, مستهدفين اعادة التفكير فى المقولات والفروق التى تحكم قوائد العمل اللغوى, ومن ثم توضيح موقع اللغة فى حياة الإنسانية.[7]


اتصال علم اللغة الاجتماعى بعلوم أخرى
        وعلى الرغم من منادة اللغوين باستقلال هذا الدرس إلا أنهم لاينفون اعتماده على علوم أخرى لأن دراسة القضايا اللغوية فى ضوء العلوم اللغوية, واتصال علم اللغة بعلوم كثيرة كعلم الاجتماع والجغرافية والأنتربولوجيا و الفيزياء والجغرافية وعلم السلالات وعلم النفس والاحصاء وغيرها, قد ادّى الى نشأة فروع لغوية جديدة لعل احدثها وواسعها هو علم اللغة الاجتماعى.
        وفى منتصف القرن الماضى عرفت مصطلحات عديدة منها على سبيل المثال مصطلحات:
·       علم اللغة الانثروبولوجى.Anthropological Linguistics
·       علمالانثروبولوجيا اللغوية.Linguistic Anthropology
·       علم اللغة السيوسيولوجى ( أو علم النفس اللغوى)
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت مصطلحات ثلاثة مدرجة على النحو الآتى:
·       علم اللغة الاثنولوجى Ethno-Linguistic وقد ظهرت اواخر الاربعينيات.
·   علم اللغة النفسى Psyco-Linguistic. ويسمى ايضا( بعلم نفس اللغة) أو (علم النفس اللغوى) .Sociology of Language
·       علم اللغة الاجتماعى Sociolinguistics. ويسمى أيضا (بعلم الاجتماع اللغوى)Sociology of Language .[8]
     إن علم اللغة الإجتماعي هو دراسة اللغة في علاقتها بالمجتمع, بل إن قيمة هذا العلم تكمن في قدرته على إيضاح طبيعة اللغة بصفة عامة, وإيضاح خصائص محددة للغة بعينها, ومن الممكن أن يدرك دارسوا المجتمع أن حقائق اللغة يمكن أن تزيد من فهم المجتمع, لذلك فمن الصعب أن نجد في خصائص المجتمع ما يمكن أن يكون أكثر تمييزاً للمجتمع على نفسه أو يوازيها أهمية في الدور الذي تؤديه في عملية قيام المجتمع بوظيفته.
        لقد كانت اللغة وما زالت واستظل احدى القوى التى ساعدت الكائنات البشرية على الخروج من العالم الحيوانى والانضواء فى جماعات وتطوير القدرة على التفكير وتنظيمالحياة الاجتماعية وتحقيق درجة التقدم التى عليها الإنسان اليوم, لأن الكلام يفتح العالم المغلق فى حياتنا الداخلة ويسمح لنا بالخروج عنه, إنه مبدع وصانع الحياة الاجتماعية.
لهذا أن اللغة سلوك اجتماعي يحدده المجتمع في المقام الأول واحدى أهم وسائل نشاطنا العلمى والفكرى والاجتماعى.


 المرجع
نهر, هادى, د., علم اللغة الاجتماعى عند العرب, ساعدت الجامعة المنتصرية على طبعه, الطبعة الأولى, 1988 م
كمالبشر, د., التفكير اللغوى بين القديم والجديد, الناشر مكتبة الشباب
إبراهيم, عبد العليم, الموجة الفنى لمدرسى اللغة العربية, الطبعة العاشرة, دار المعارف, مصر, 1978 م
حسن عبد العزيز, محمد, د., مدخل الى اللغة, دار الفكر العربى, القاهرة, 1988م
حجزى, حمود فهمى د., أصول البنائية فى علم اللغة والدراسات الاثنولوجية, بيروت,1972م
علم اللسانياتpdf ,



1. د. هادى نهر, علم اللغة الاجتماعى عند العرب, ساعدت الجامعة المنتصرية على طبعه, الطبعة الأولى, 1988 م, ص. 9
[2]. د. كمالبشر, التفكير اللغوى بين القديم والجديد, الناشر مكتبة الشباب, ص. 52
[3] . علم اللسانيات, ص. 8
[4] . د. هادى نهر, المرجع السابق, ص. 25
[5] . عبد العليم إبراهيم, الموجة الفنى لمدرسى اللغة العربية, الطبعة العاشرة, دار المعارف, مصر, 1978 م, ص. 44
6. د. محمد حسن عبد العزيز, مدخل الى اللغة, دار الفكر العربى, القاهرة, 1988, ص. 157
7. د. هادى نهر, المرجع السابق, ص 23-24.
8. د. محمود فهمى حجزى, أصول البنائية فى علم اللغة والدراسات الاثنولوجية, بيروت,1972, ص. 151-180

0 komentar:

Posting Komentar